التفكير _ مهارات التفكير

ما هو التفكير

التفكير هو أي عملية أو نشاط يحدث في عقل الإنسان، ولا ينفصل التفكير عن الذكاء والإبداع بل هذه الفعاليات هي قدرات متداخلة وبالتالي فقد يفسر أحدهما بالآخر والتفكير أمر مألوف لدى الناس يمارسه كثير منهم ومع ذلك فهو من أكثر المفاهيم وأشدها استعصاء على التعريف ويشتمل التفكير على الجانب النقدي والجانب الإبداعي من الدماغ أي أنها تشمل المنطق وتوليد الأفكار لذلك.

إن التفكير في معناه العام هو (البحث عن المعنى سواء أكان هذا المعنى موجودًا بالفعل ونحاول العثور عليه والكشف عنه أو استخلاص المعنى من أمور لا يبدو فيها المعنى ظاهرًا ونحن الذين نستخلصه أو نعيد تشكيله من متفرقات موجوده)

وقد عرف ديوي التفكير بأنه (ذلك الإجراء الذي تقدم فيه الحقائق لتمثل حقائق أخرى بطريقة تستقرئ معتقدًا ما، من طريق معتقدات سابقة عليه) وفي عبارة أخرى فالتفكير هو الوظيفة الذهنية التي يصنع بها الفرد المعنى مستخلصًا إياه من الخبرة ولو أردنا أن نضع تعريفًا إجرائيًا للتفكير فيمكن القول بأنه ( يتضمن عديدًا من الأمور ويفيد في تحقيق عدد من الأغراض وفيه مهمات متعددة مثل حل المشكلات) وليس التفكير كله حل مشكلات وإنما هناك في التفكير القدرة على التمييز بين المؤتلف والمختلف من المعلومات والبيانات أو المنتمي إلى معيار ما وغير المنتمي إلى المعيار نفسه، ويظهر لنا أن التفكير عملية يمارس فيها الفرد الانخراط في إجراءات متعددة بدءًا من استدعاء المعلومات وتذكرها إلى تشغيل المعلومات والإجراءات نفسها وإلى عملية التقويم التي هي إتخاذ القرار وبناءًا على ما ذكرناه من تعريفات للتفكير فيمكن صياغة تعريف وهو (التفكير عملية ذهنية يتفاعل فيها الإدراك الحسي مع الخبرة والذكاء لتحقيق هدف معين بدوافع وفي غياب الموانع) بحيث يتكون الإدراك الحسي من الإحساس بالواقع والانتباه إليه أما الخبرة فهي ما اكتسبه الإنسان من معلومات عن الواقع ومعايشته له وما اكتسبه من أدوات التفكير وأساليبه وأما الذكاء فهو عبارة عن القدرات الذهنية الأساسية التي يتمتع بها الناس بدرجات متفاوته ويحتاج التفكير إلى دافع يدفعه ولابد من إزالة العقبات التي تصده وتجنب الوقوع في أخطائه بنفسية مؤهلة ومهيأة للقيام به.

إن تعلم مهارة التفكير أمر مؤكد قائم فعلاً على الرغم من التشكيك المثار حول ذلك إلى أن التفكير عملية طبيعية يقوم بها أي إنسـان ولكن الإنسان يقوم بعمليات كثيرة ومع ذلك فهو بحاجة إلى تعلمها وتطويرها وبالنظر إلى التعريف الأخير للتفكير فيمكن تلخيص مهارات التفكير فيما يلي:

01- مهارات الإعداد النفسي والتربوي.

02- المهارات المتعلقة بالإدراك الحسي والمعلومات والخبرة .

03- المهارات المتعلقة بإزالة العقبات وتجنب أخطاء التفكير

حيث يتمثل الإعداد النفسي فيما يلي:
إثارة الرغبة والثقة بالنفس وقدرتها على التفكير والوصول إلى النتائج والعزم والتصميم والمرونة والانفتاح الذهني وحب التغيير والانسجام الفكري.
أما المهارات المتعلقة بالإدراك الحسي فيمكن تلخيصها في توجيه الحواس حسب الهدف والخلفية العلمية والاستماع الواعي والملاحظة الدقيقة وربط ذلك مع الخبرة وتوسيع نطاق الإدراك الحسي بالنظر إلى عدة إتجاهات ومن عدة زوايا وتخزين المعلومات وتذكرها أما المهارات المتعلقة بالواقع والمعلومات فهي إعادة ترتيب المعلومات المتوفرة وجمع المعلومات وتمثيل المعلومات بصورة ملائمة في جدول أو مخطط أو رسم بياني واستكشاف الأنماط والعلاقات فيما بين المعلومات مثل ترتيب ، تعاقب ، سبب ومسبب ... الخ. وأخيرًا إكتشاف المعاني مثل التلخيص والتمثيل .. الخ
.

الغرض من التفكير

  • الفهم و الاستيعاب

  • اتخاذ القرار

  • التخطيط، أو حل المشكلات

  • الحكم على الأشياء

  • الإحساس بالبهجة و الاستمتاع

  • التخيل

  • الانغماس في أحلام اليقظة.

أنواع التفكير
تحدد أنواع التفكير بأنها سبعة أنواع وهي:

01_ التفكير البديهي

وأحيانا يطلق عليه التفكير المبدئي، الأولي، ويتصف بالخصائص التالية:

  • التكرار.

  • التعميم والتحيّز.

  • عدم التفكير في الجزئيات والتفكير في العموميات.

  • الخيال الفطري والأحلام.

  • معرض للخطأ.

  • يحدث بالتداعي الحر للخواطر .

02_ التفكير العاطفي  

وأحيانا يطلق عليه التفكير الوجداني أو الهوائي، و يقصد به فهم أو تفسير الأمور أو اتخاذ القرارات وفقا لما يفضله الفرد أو يرتاح إليه أو يرغبه أو يألفه. ويتصف بالخصائص التالية

  • السطحية.

  • التسرع.

  • التبسيط.

  • الاستيعاب الاختياري.

  • حسم المواقف على طريقة أبيض وأسود أو صح _ خطأ .

03_ التفكير المنطقي

يمثل التحسن الذي طرأ على طريقة التفكير الطبيعي من خلال المحاولة الجادة للسيطرة على تجاوزات التفكير الطبيعي أو الفطري. والصفة الأساسية للتفكير المنطقي أنه يعتمد علي التعليل لفهم واستيعاب الأشياء. و التعليل يعد خطوة علي طريق ” القياس“. ويلاحظ أن وجود علة أو سبب لفهم الأمور لا يعني عن أن السبب وجيه أو مقبول.

04_ التفكير الرياضي

ويشمل استخدام المعادلات السابقة الإعداد والاعتماد على القواعد والنظريات والبراهين، حيث تمثل إطارا فكريا يحكم العلاقات بين الأشياء.

وعلى العكس من طريق التفكير الطبيعي والمنطقي فإن نقطة البداية تكمن في المعادلة أو الرمز حتى قبل توفر بيانات أن هذه القنوات السابقة (المعادلات، الرموز) ستسهل من مرور المعلومات بها وفق نسق رياضي سابق التحديد.

 

05_ التفكير الناقد

 وهو الذي يقوم على تقصي الدقة في ملاحظة الوقائع التي تتصل بالموضوعات ومناقشتها وتقويمها والتقيد بإطار العلاقات الصحيحة الذي ينتمي إليه هذا الواقع واستخلاص النتائج بطريقة منطقية وسليمة مع مراعاة الموضوعية العملية وبعدها عن العوامل الذاتية كالتأثير بالنواحي العاطفية أو الأفكار السابقة أو الآراء التقليدية .

بمعنى آخر ... أن التفكير النــاقد هو قدرة الفرد على إبداء الرأي المؤيد أو المعارض في المواقف المختلفة ، مع إبداء الأسباب المقنعة لكل رأي. ويتم ذلك بإخضاع المعلومات والبيانات لاختبارات عقلية ومنطقية وذلك لإقامة الأدلة أو الشواهد والتعرف على القرائن وذلك وفقا للخطوات التالية:

  • تحديد الهدف من التفكير.

  • التعرف علي أبعاد الموضوع.

  • تحليل الموضوع إلي عناصر ”بما يتلاءم مع الهدف ”.

  • وضع المعايير و المؤشرات الملائمة لتقييم عناصر الموضوع.

  • استخدام المعايير في تقييم كل عنصر من عناصر الموضوع.

  • التوصل إلي القرار أو الحكم.

06_ التفكير العلمي

ويقصد به ذلك النوع من التفكير المنظم الذي يمكن أن يستخدمه الفرد في حياته اليومية أو في النشاط الذي يبذله أو في علاقته مع العالم المحيط به ويتم ذلك وفقا للخطوات التالية:

  • تحديد تحديد المشكلة و الهدف من اتخاذ القرار.

  • جمع البيانات والحقائق عنها والتنبؤ بآثارها المحتملة.

  • وضع الحلول البديلة للمشكلة Alternatives

  • تقييم كل بديل من البدائل Evaluation

  • اتخاذ القرار الأنسب الذي يمثل أحسن مسار لتحقيق الهدف في ضوء الإمكانيات والموارد المتاحة.

07_ التفكير الإبداعي

وهو أن توجد شيئًا مألوفا من شئ غير مألوف وأن تحول المألوف إلى شئ غير مألوف وهو يتصف بالخصائص التالية:

  • الحرص على الجديد من الأفكار والآراء والمفاهيم والتجارب والوسائل

  • البحث عن البدائل لكل أمر والاستعداد لممارسة الجديد منها.

  • الاستعداد لبذل بعض الوقت والجهد للبحث عن الأفكار والبدائل الجديدة، ومحاولة تطوير الأفكار الجديدة أو الغريبة،

  • الاستعداد لتحمل المخاطر واستكشاف الجديد .

  • الثقة بالنفس والتخلص من الروح الانهزامية.

  • الاستقلالية في الرأي والموقف .

  • تنمية روح المبادرة والمبادأة في التعامل مع القضايا والأمور كلها.

معوقات التفكير الإبداعي

  • الخوف من الفشل، والخوف من النقد.

  • عدم الثقة بالنفس.

  • الخوف من المجهول أو من الجديد.

  • المناخ المشحون بالتخوف من الجديد، والاستبداد الفكري .

  • الرغبة في التقليد ، والتقليد لنماذج سابقة .

تنمية مهارات التفكير

أ_ مهارات الإعداد النفسي

  • الثقة بالنفس وقدرتها على التفكير والوصول إلى النتائج.

  • المرونة والانفتاح الذهني وحب التغيير .

  • الإقرار بعدم المعرفة الاستماع إلى وجهة نظر الآخرين، استشارة الآخرين .

  • الاستعداد للعدول عن وجهة نظرك ولتغيير الهدف والأسلوب إن لزم الأمر، التريُّث في استخلاص النتائج.

  • تجنب التناقض والغموض ، وسهولة التواصل مع الآخرين بأفكار مُقنعة وواضحة ومفهومة.

ب_  مهارات الإدراك الحسي.

  • توجيه الحواس حسب الهدف والخلفية العلمية أو الفكرية للموضوع.

  • الاستماع الواعي والملاحظة الدقيقة وربط ذلك مع الخبرة الذاتية.

  • توسيع نطاق الرؤية بالنظر إلى عدة اتجاهات ومن عدة زوايا.

  • تخزين المعلومات وتذكرها بطريقة منظمة واستكشافية : إثارة التساؤلات، استكشاف الأنماط ، اللجوء إلى القواعد التي تسهل تذكر الأشياء.

ج_  المهارات المتعلقة بتجنب أخطاء التفكير

  • الابتعاد عن التمركز حول الذات.

  • استخدام التفكير للاستكشاف و ليس للدفاع عن وجهة النظر .

  • تجنب القفز الي النتائج، أو الخلط بين الفرضيات و الحقائق.

  • تجنب التعميم بغير أساس .

  • تجنب المبالغة (التهويل) أو التبسيط الزائد (التهوين).

  • تجنب القولبة.

  • تجنب الأطراف (أبيض/أسود) إذا كان هناك بدائل أخري.

  • معالجة أسباب المشكلات، وليس الأعراض.

  • تجنب أخذ الأمور علي محمل شخصي.

  • تجنب الاستنتاج من التفاصيل و إهمال باقي الموضوع .

  • تجنب التحيز و الاعتياد و الاستيعاب الاختياري.

  • تجنب الانسياق وراء الزحام بغير تحليل.

  • ابحث عن حلول و بدائل غير تقليدية.

  • شجع التفكير الابتكاري كهدف بغض النظر عن نتائجه.

  • لا تنفي وجود الشيء، لمجرد أنك لا تعلمه.

  • تجنب الاعتماد على الأمثال أو الأقوال المعروفة في اتخاذ القرار دون اعتبار لخصوصيات الموقف .

د_  مهارات تطويع العقل للموقف

  • التعرف علي الغرض من التفكير.

  • تحديد نمط التفكير الملائم للموقف و مرحلة التفكير.

  • الاستعداد لتقبل نواتج التفكير .

  • الاستعداد لتغيير نمط التفكير إذا تغير الموقف أو مرحلة التفكير.

  • قبول نواتج التفكير إذا حققت أهدافك في الوقت المحدد .

الفرق بين تعليم التفكير وتعليم مهارات التفكير

يتضمن تعليم التفكير تهيئة الفرص والمواقف وتنظيم الخبرات التي تتيح الفرصة أمام الطلبة للتفكير ودفعهم وحثهم ومبادرتهم على استغلالها وتوظيف العمليات الذهنية المختلفة بها. أما تعليم مهارات التفكير فإنه يتضمن افتراض أن التفكير مثله مثل أي مهارة قابلة للتعلم والنقل والتوظيف في مواقف حياتية أو أكاديمية جديدة.
تعليم التفكير يعني تزويد الطلاب بالفرص الملائمة لممارسة التفكير وحفزهم وإثارتهم على التفكير بينما يتضمن تعلم مهارة التفكير تعلم استراتيجيات وعمليات ذهنية ومدى مناسبة ومستوى استخدامها.

وفيما يليعددًا من مهارات التفكير التي تنمي التفكير الإبداعي لدى الطلاب وهي:

 

حل المشكلات

تفكير ناقد

اتخاذالقرار

التفكير المبدع

الربط

الطلاقة

التخيل

التطبيق

التحليل

قلب الأفكار

التفكير بالنتائج

التخطيط

التقييم

البدائل والاحتمالات

وضع الافتراضات

التنبؤ

التفكير المنتج

جداول المنطق

نقل الخبرة من موقف لأخر

المقارنة

العصف الذهني

القياس المنطقي

المرونة

التلخبص

الأصالة

التبسيط والتوضيح

تصميم المشاريع والبحوث

الملاحظة

التفاصيل

العلاقات السببية

إدارة فوضى التفكير

التصنيف

الدمج

الاستنتاج

التناقضات

التفسير

التفكير الترابطي

وجهات نظر الأخرين

المشكلة المستقبلية

العوامل

 

وأخيرا . . . يجب أن نعلم أن أهم مدخل لتدريس التفكير ومهاراته هو أن يكون التفكير نفسه مادة التعلم الرئيسية وخصوصًا في السنوات المبكرة من التعليم (الصفوف الأولية) لذا فعلى المعلمين أن يضطلعوا بثلاثة أمور وهي:

  • أن يجعلوا التفكير نفسه هو المادة الدراسية التي يقدمونها للطلاب.

  • أن يركزوا انتباههم وانتباه الطلاب على السمات الرئيسة التي تميز الإجراءات المعرفية .

  • أن يزودوا طلابهم دائمًا بتدريس مباشر وأن يمارسوا قيادة نشاط الطلاب الذي يبذلونه للتمكن من الإجراءات في سياقات متنوعة وفيرة للتفكير ومجرياته ومهاراته لأغراض متعددة.

المراجع:

  • إبراهيم الحارثي (1424هـ) تعليم التفكير ، مكتبة الشقري.

  • ثائر حسين وعبدالناصر فخرو(2002م)دليل مهارات التفكير دار الدرر للنشر.

  • محمد الخليف (1424هـ) كيف تكون معلمًا ناجحًا.

  • إبراهيم الحارثي (2002م) العادات العقلية وتنميتها لدى التلاميذ، مكتبة الشقري.

  • جيمس كييف وهيربرت ويلبرج ترجمة عبدالعزيز البابطين(1416هـ) التدريس من أجل تنمية التفكير ، مكتب التربية العربي.

  • حسن عبالباري عصر(2001م) التفكير ومهاراته ، مركز الاسكندرية.

  • عزيز أبو خلف (1424هـ) التفكير ومهارته مقال _ موقع المعلم

  • الأسر الوطنية(1422/1423هـ) التقرير الختامي للأسر الوطنية

  • أ. عبدالعزيز بن إبراهيم الباز